دعت جمعية الاسواق القديمة، الاعلاميين، إلى جولة سياحية لتعريفهم على وجه طرابلس الحقيقي وتصويرها بصورتها الشعبية والبسيطة التي تحمل آثاراً وتاريخاً لا يتكرر
الجولة الاستكشافية كانت رائعة، وتخللتها محطات مختلفة أبهرت الزوار في أبرز الأماكن التاريخية والأسواق الشعبية، حيث تمَّ التعرّف بشغف على التقاليد الموروثة وتذوق المأكولات الشعبية اللذيذة والمحضرة يدوياً باتقان
وإختتم اليوم السياحي الطويل برحلة بحرية إلى الجزر التي تضاهي في روعة مياهها وأنظمتها البيئية أهم جزر العالم
: في ما يلي لمحة عن برنامج الرحلة
المحطة الأولى كانت في الساحة المركزية في طرابلس، “ساحة التل”، حيث توجد الساعة العثمانية ذات الطبقات الخمس المهداة من السلطان عبدالحميد الثاني، وفي جوارها حديقة المنشية وقصر نوفل العثماني الذي حولته البلدية إلى مركز ثقافي
ثم كان مرور بـ”ساحة الكورة” حيث يوجد نموذج عن “قائم المياه” الذي هو عبارة عن برج لتوزيع المياه تمكن المماليك من خلاله إيصال المياه إلى كل البيوت الطرابلسية عبر 135 قائم للمياه
تلاه زيارة إلى المسجد المنصوري الكبير، الذي أسسسه السلطان أشرف خليل بن قلاوون عام 1294م ، وهو أكبر وأقدم جوامع المماليك في طرابلس ولبنان
بعد ذلك، إنتقل الإعلاميون إلى الأسواق القديمة، وكان المرور الأول في سوق الصياغين، وهو من أجمل وأقدم أسواق طرابلس، وتتوزع فيه محلات صياغة وبيع الذهب والمجوهرات المصنعة بأيدي الفنانين الطرابلسيين
ثم بـ “خان الصابون” الذي يعود إلى العصر المملوكي وبه صناعة الصابون الطرابلسي المعطّر والملوّن. وبـ”حمام العبد” من العصر المملوكي، والمدرسة القرطاوية التي بناها الأمير شهاب الدين قرطاي عام 1316م
وكانت زيارة رائعة إلىالقلعة المشرفة على مدينة طرابلس، وهي أكبر القلاع الحربية في لبنان وأقدمها. أسسها الصحابي الجليل سفيان بن مجيب الأزدي عام 636م. بنى فيها الفاطمييون مسجدًا اوائل القرن 11م. جدد القائد ريمون دوسنجيل حصنًا فوقها عام 1103م. وكانت ما تزال حصناً حتى حوّلها الأمير المملوكي اسندمر كرجي عام 1307م إلى قلعة. وأضاف السلطان العثماني سليمان بن سليم الأول(سليمان القانوني) عام 1521م البرج الشمالي وفيه باب القلعة
وإنتقل الجميع في ما بعد إلى “خان الخياطين” المتخصص بالخياطة والأزياء، والذي يرجع تاريخ بنائه إلى ما قبل المماليك، حيث وجد عند بابه الغربي آثار بزنطية
ثم إلى “خان المصريين” الذي كان خاصاً بالتجّار والنزلاء القادمين من مصر. وإلى “حمام عزالدين” الذي بناه عز الدين أيبك الموصلي وبنى جواره قصراً له، والذي يعدُّ نموذجاً عن الحمامات التي تحولت في ما بعد إلى تجمعات للسهر وتبادل الأحاديث في السهرات الليلية، فأصبح بمثابة نواد اجتماعية تقام فيها الاجتماعات العائلية والأعراس والمصالحات
أما ختام الجولة، فكان إلى “جزر الميناء”، وهي: جزيرة الأرانب، جزيرة سنني، جزيرة الرمكين، جزيرة البلان وجزيرة الرملية
وخلال الجولة إستمتع الزائرون بتذوق الفول والحمص في مطعم “عكرة” الذي يضج بالاشياء الأثرية، والمغربية الطرابلسية، والجزرية، وحلاوة الشميسة، والكعكة الطرابلسية، والقهوة “المصبات”، والمعجوقة اللذيذة